إليكم مقتطفات من بيان علماء اليمن..
أروع ما في بيانهم هو هذا....
"فيحق لنا ولكل أبناء الشعب اليمني أن يتساءلوا عن السبب في هذا الإقصاء للعلماء عن المشاركة في التحضير لهذا الحوار ، والإهمال المتعمَّد للفئات الفاعلة من أنصار الثورة من علماء ومشايخ قبائل وضباط جيش وتجار "
"ونطالب جميع أبناء اليمن حكاما ومحكومين أن يكون هذا الحوار تحت سقف الدين الإسلامي الحنيف عقيدة وشريعة"
أود أن أوجه لهم سؤالين....
أين كنتم يا سماحة العلماء الأكارم وشبابنا يقتلون!!!!
أين أنتم وثورتنا تسرق وجرحانا يهملون!!!!!
ليتكم تواصلون صمتكم..
ونطمن سماحتهم بأننا مسلمون ولا دين لنا غيره ولن يثنينا عن ديننا الحنيف شيء..
ما يجعلنا نأسف له أن علمائنا صمتوا طويلاً... وحينما نطقوا...... لم نسمع لهم صوت نحو القضايا الأكثر أهمية.. مثل الحصانة التي منحت.. والجرحى الذين تتقاذف بهم آلامهم دون أن يجدوا الرعاية التي يستحقونها.. وتسول حكومة النفاااااااااااااق في كل مكان.. وما يدور باسم اليمنيين في الإمارات من تسول باسمنا.... وووووووو.. ولكن هالهم الأمر أنهم لم يشركوا هم والشيوخ والتجار في الخوااااااااااااااااااااااااااار الواااااااااااااااااااااااااااطي......
ليتهم واصلوا صمتهم حتى يقابلوا الله بصمتهم وليكون الله الحاكم بيننا وبينهم..
العلماء الأفاضل.. وكلت الله عليكم وعلى ما أنتم فينا صانعون وعلى ما يجري بالبلاد صامتون..
ونبشركم.... حرائرنا صارت تشتم وتسب من شيوخكم.. وتغتصب من أبنائهم.. وتنتهك حرمات الوطن كل يوم... فما أنتم صانعون؟؟؟؟
تتسألون لماذا لم تشركوا في أمر هين.. وتتجاهلون أمور عظام!!!!!!!!!
تحيتي
أدناه بيان العلماء كاملاً..
بيان هيئة علماء اليمن بشأن مؤتمر الحوار الوطني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ونصلي ونسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..أما بعد :
فقد امتدح الله المؤمنين فوصفهم بقوله : (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) سورة الشورى 38 ، كما أمر نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بأن يشاور من تبعه من المسلمين فقال سبحانه : (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) سورة آل عمران 159 ، وأثنى الله على المؤمنين الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه فقال : (فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ) سورة الزمر 17-18.
ومؤتمر الحوار الوطني الذي سيعقد في اليمن بإذن الله نرجو أن يكون صورة من صور الشورى الصحيحة ، التي تعود بالنفع على الأمة في دينها ودنياها. ولكي يتحقق ذلك لابد من أداء الأمر إلى أهله في هذا المجال قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) سورة النساء 58 ، على أن تُمثَّل في هذا المؤتمر جميع قوى الشعب الفعالة دون إقصاء أو تهميش لأحد .
ولقد هدانا الله إلى الدين القويم الذي يقيم الحياة بأحسن صورها فقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ) سورة الأنفال 24.
وقال تعالى : (قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) سورة المائدة 15-16.
ولما كان العلماء ورثة الأنبياء ، فقد أوجب الله تعالى عليهم أن يبينوا للناس الموقف الشرعي في كل قضايا الحياة ، وأن يوضحوا للناس ما أرسل به الرسول صلى الله عليه وسلم من الهدى والنور قال تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ) سورة آل عمران 187.
وكما أوجب الله على العلماء البيان فقد أوجب الله على الأمة أن ترجع إلى العلماء وتسألهم عن كل شؤونها في الأمن والسلم وفيما يشكل عليهم أو يخفى من الأحكام الشرعية فقال تعالى : (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً) سورة النساء 83 .
وعندما سمعنا عن مؤتمر الحوار الوطني وعن تشكيل لجنة للاتصال بسائر الجهات التي سَتُحَضِّر لمؤتمر الحوار الوطني وتحضُره ، كنا ننتظر أن تتصل اللجنة بالعلماء كما اتصلت بسائر الجهات الأخرى ، وانتهت فترة التواصل ولم يُدع العلماء !!
ولا نريد أن نذهب بعيداً في تفسير هذا الأمر ، إلا أننا نعلن احتجاجنا على هذا الإقصاء للعلماء ، ونطلب من الأخ رئيس الجمهورية الذي عرفنا منه حسن التعامل مع العلماء تشكيل لجنة من كبار العلماء لتكون مرجعا للمتحاورين في هذا المؤتمر ؛ تبيِّن لهم هدى الله في كل ما يختلف فيه الناس ويتحاورون امتثالا لقوله تعالى: (قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) سورة المائدة 15-16، وقوله تعالى : (قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) سورة الأنعام 71.
وحتى لا نقع فيما حذرنا الله منه كما قال تعالى : (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) سورة البقرة 120.
ونطالب جميع أبناء اليمن حكاما ومحكومين أن يكون هذا الحوار تحت سقف الدين الإسلامي الحنيف عقيدة وشريعة كما قال تعالى : (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) سورة الشورى 10.
ولكي نفوز بتحقيق الإيمان الذي نفاه الله عن الذين يرفضون الاحتكام إلى شرعه في قوله تعالى : (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) سورة النساء 65.
وتحقيقاً لمقتضى الإيمان بالله واليوم الآخر كما جاء في قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) سورة النساء 59.
ولا خيار للمؤمن في الخضوع والتسليم لأمر الله عز وجل كما قال تعالى : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ) سورة الأحزاب 36.
ولقد حذر الله تعالى من عدم الاستجابة لهداه فقال سبحانه : (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) سورة القصص 50.
وقد حذر الله من سوء مصير كل من يخالف هدي رسوله صلى الله عليه وسلم ، بأن يكون في شِقٍّ ، والرسول والمؤمنون في شقٍّ آخر ، أو أن يتبع سبيلا غير سبيل المؤمنين فقال تعالى : (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) سورة النساء 115.
كما حذر الله من مخالفة أمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، وبيَّن أن عاقبة ذلك الوقوع في الفتن والعذاب الأليم فقال سبحانه : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) سورة النور 63.
ومع هذه النصوص القرآنية التي مرت بنا والموجبة لسؤال العلماء والتحاكم إلى شرع الله الذي يحمل العلماء لواءه ويعلمون أحكامه وتفصيل ذلك كله ، فيحق لنا ولكل أبناء الشعب اليمني أن يتساءلوا عن السبب في هذا الإقصاء للعلماء عن المشاركة في التحضير لهذا الحوار ، والإهمال المتعمَّد للفئات الفاعلة من أنصار الثورة من علماء ومشايخ قبائل وضباط جيش وتجار ؛ وهم الذين يمثلون جزءا هاما ومكونا كبيرا من أهم مكونات شعبنا اليمني الكريم ؟.
عِلماً بأن العلماء لم يقِرَّ لهم قرارٌ بعد ما أصاب البلاد ما أصابها ، فبذلوا جهودهم في نصح الحكام والمحكومين ، وتبصير الأمة بواجبها الشرعي في كل المواطن التي تستدعي ذلك ، وهم يتدارسون الآن أمور البلاد والعباد لتقديم الحلول الشرعية الناجعة التي تأخذ البلاد إلى الحياة الطيبة ، وتعمق روح الأخوة والمحبة بين أبناء الشعب ، فيُخيم عليهم الأمن والسلام .
وقد حرص العلماء على أن يقدموا علاجا لمشكلة الفقر حتى لا يبقى في البلاد جائع أو محروم .
كما اعتنى العلماء بدراسة أسباب التفرق والتمزق ، وتقديم النصائح لإقامة العدل بين الناس وإيصال الحقوق إلى أصحابها ، وإنصاف المظلومين من ظالميهم ، وتعويض المتضررين مما أصابهم تعويضا عادلا مجزيا.
وأكد العلماء على دلالة الشعب إلى ما يجعلهم معتصمين بحبل الله جميعا ، متآخين فيه ومتوادين ، مقيمين للعدل فيما بينهم ، ومنصفين لكل مظلوم .
وعلماء اليمن اليوم يُحظِّرون لمؤتمر عام يقدِّم هذا كله للأمة ، ضمن برنامج مدروس وبحوث دقيقة وتوصيات نافعة بإذن الله .
ولا يفوتنا في هذه الأيام أن نتقدم بالتهنئة لرئيس جمهورية مصر العربية الذي حاز على ثقة شعبه ، وسلَّم له المجلس العسكري بمصر السلطة ، وأعلن ولاءه له ، سائلين المولى جل وعلا له التوفيق والسداد .
كما لا يفوتنا التنديد بما تقوم به الحكومة السورية وجيشها من عدوان على شعبها ، وكأنها عدو أجنبي يغزو البلاد والعباد ، مقترفة أبشع الجرائم التي ترقى إلى جرائم الحرب ، وتوجب على المسلمين أن يتدخلوا لمنع هذه المجازر البشعة ، والطغيان الذي تجاوز حده كما قال تعالى : (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا) سورة النساء 75 ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، والحمد لله رب العالمين ونصلي ونسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
صادر عن هيئة علماء اليمن
الإثنين بتاريخ 12/8/1433ه – الموافق 2/7/2012م
