Friday, 16 November 2012

الغزو من الداخل...





حينما يكون العدو.. بيننا ومنا.. 
حينما يكون العدو.. من نعتقده حامي الحمى..
حينما يكون العدو.. ليس خارجياً بل هو داخلياً..
حينما يكون العدو.. كالطاعون.. يحفي وهو يستشري..
حينما ينقلب العدو.. من مستعمر غاز إلى مستعمر وطني..
حينما يكون العدو.. هؤلاء.. فما يا ترى يبقى للوطن!!!!

الغزو من الداخل
عبدالله البردوني

فظيع   جهل  ما  يجري      وأفظع   منة  أن  تدري
وهل   تدرين  يا  صنعاء      من   المستعمر   السري
غزاة     لا     أشاهدهم      وسيف الغزو في صدري
فقد    يأتون   تبغاً   في      سجائر    لونها    يغري
وفي   صدقات   وحشي      يؤنسن  وجهه الصخري
وفي   أهداب  أنثى  في      مناديل   الهوى  القهري
وفي    سروال    أستاذ      وتحت   عمامة  المقري
وفي  أقراص منع الحمل      في     أنبوبة     الحبر
وفي    حرية    الغثيان      في      عبثية     العمر
وفي عود احتلال الأمس      في   تشكيله   العصري
وفي    فنية    الويسكي      وفي    قارورة    العطر
ويستخفون   في   جلدي      وينسلون    من   شعري
وفوق   وجوههم  وجهي      وتحت   خيولهم  ظهري
غزاة   اليوم  كالطاعون      يخفي   وهو   يستشري
يحجر     مولد    الآتي      يوشي  الحاضر المزري
فظيع   جهل  ما  يجري      وأفظع   منة  أن  تدري

*          *         *

يمانيون    في    المنفى      ومنفيون    في    اليمن
جنوبيون  في  (صنعاء)      شماليون    في   (عدن)
وكالأعمام      والأخوال      في   الإصرار   والوهن
خطى  (أكتوبر)  انقلبت      حزيرانية          الكفن
ترقى   العار   من  بيع      إلى    بيع    بلا   ثمن
ومن     مستعمر    غاز      إلى    مستعمر    وطني
لماذا   نحن   يا   مربى      ويا   منفى   بلا   سكن
بلا    حلم   بلا   ذكرى      بلا   سلوى  بلا  حزن؟

*          *         *

يمانيون    يا    (أروى)      ويا  (سيف بن ذي يزن)
ولكنا           برغمكما      بلا    يمن    بلا   يمن
بلا   ماضِ   بلا  آت ٍ       بلا    سر    بلا    علن

*          *         *

أيا  (صنعا)  متى تأتين؟      من    تابوتك   ِ   العفن
تسائلُني   أتدري؟   فات      قبل    مجيئه   ِ   زمني
متى   آتي   ألا   تدري      إلى   أين  انثنت  سفني
لقد   عادت   من  الآتي      إلى    تاريخها   الوثني
فظيع   جهل  ما  يجري      وأفظع   منه  أن  تدري

*          *         *

شعاري  اليوم  يا مولاي      نحن    نبات   إخصابك
لأن     غناك     أركعنا      على     أقدام    أحبابك
فألهناك    قلنا:   الشمس      من    أقباس    أحسابك
فنم  يا  (بابك  الخرمي)      على (بلقيس ) يا (بابك)
ذوائبها    سرير   هواك      بعض    ذيول   أربابك
وبسم    الله    جل   الله      نحسو    كأس    أنخابك

*          *         *

أمير   النفط  نحن  يداك      نحن      أحد     أنيابك
ونحن   القادة   العطشى      إلى    فضلات   أكوابك
ومسؤولون  في  (صنعا)      وفراشون    في    بابك
ومن   دمنا   على  دمنا      تموقع   جيش   إرهابك
لقد   جئنا  نجر  الشعب      في     أعتاب    أعتابك
ونأتي     كلما     تهوى      نمسح    نعل    حجابك
ونستجديك          ألقاباً      نتوجها           بألقابك
فمرنا    كيفما    شاءت      نوايا     ليل    سردابك
نعم   يا   سيد   الأذناب      إنا      خير      أذنابك
فظيع   جهل  ما  يجري      وأفظع   منه  أن  تدري

نوفبر1973م

**       **       **

وطني.. كم أثكلك هؤلاء بالجراح وبالخيانة وكم باسم الله والدين والوطن باعوك!!!!

تحيتي

Thursday, 15 November 2012

القادة العرب يحررون القدس المحتلة ويدحرون الصهاينة..



الرئيس المصري يعطي توجيهاته لرئيس وزرائه بتجهيز جيش مصر الجرار وتوجهه صباح الغد لتحرير القدس.. والله أكبر..

الرئيس اليمني هادي مركوز يطلب من علي محسن الأحمر أن يتجهز وفرقته الأولى والتوجه إلى القدس وتحريرها من الكيان الصهيوني.. الله أكبر..

الملك عبدالله بن حسين بن طلال يوجه الجيش الأردني نحو تحرير فلسطين بقيادته.. الله أكبر.. 

الملك عبدالله بن سعود يوجه وزير دفاع المملكة بالتوجه بالجيش السعودي نحو فلسطين المحتلة.. لتحريرها الليلة وقبل بزوغ شمس الجمعة وتحكيم العقل.. الله أكبر..

ملك المغرب يطلب من السعودية مساعدة جيشه وارسالها بطائرات لنقل قوتها البرية... الله أكبر..

القوات البرية العربية تحيط بفلسطين المحتلة من كل الجهات الأربع.. براً وبحراً.. وطيرات الجيوش العربية تحوم على سماوات فلسطين.. الله أكبر..

الدول العربية تمنع الكلام وتمنع الولولة.. وتبدأ بالعمل.. الله أكبر..

الأسلحة المكدسة في المخازن العربية ترى النور بعد سجنها لعقود طوال.. الله أكبر..

الجزائر وتونس تعتذران لتأخرهما وترسلا بجنودهما وتبقيا ما لا يزيد عن خمسة الآف جندي لحماية حدودهما.. وقد وصل الجيشين إلى الحدود اللبنانية الفلسطينية منذ سويعات.. الله أكبر..

الجيش السوداني يطالب العرب بالتخلي عن الكسل والعمل على تحرير فلسطين.. سريعاً.. الله أكبر..

قوات الردع الخليجي تترك ثكناتها في البحرين وتتجه نحو فلسطين لمشاركة القوات العربية.. وقائد قوات الردع الخليجية يطالب بأن يشرك في قيادة الحرب.. الله أكبر..

تحيتي

Thursday, 8 November 2012

هل نسيتم أم علي أن أُذَكِر..






هل نسيتم أم علي أن أُذَكِر..

هل نسيتم أني أنا أول من قال "الله أكبر"..

حينما كنتم تخافون الأمن والعسكر..

كنت أنا فيكم الأشجع والأكبر..

نوبل لم تجيء دون أن أخسر..

نوبل قيمتها التخلي عن المباديء.. وأكثر..





تحيتي

http://www.facebook.com/groups/Yemen.AlMustaqbal/permalink/502470656444207/

Monday, 2 July 2012

مقتطفات من بيان علماء اليمن..





إليكم مقتطفات من بيان علماء اليمن..

أروع ما في بيانهم هو هذا....

"فيحق لنا ولكل أبناء الشعب اليمني أن يتساءلوا عن السبب في هذا الإقصاء للعلماء عن المشاركة في التحضير لهذا الحوار ، والإهمال المتعمَّد للفئات الفاعلة من أنصار الثورة من علماء ومشايخ قبائل وضباط جيش وتجار "

"ونطالب جميع أبناء اليمن حكاما ومحكومين أن يكون هذا الحوار تحت سقف الدين الإسلامي الحنيف عقيدة وشريعة"

أود أن أوجه لهم سؤالين....

أين كنتم يا سماحة العلماء الأكارم وشبابنا يقتلون!!!!

أين أنتم وثورتنا تسرق وجرحانا يهملون!!!!!

ليتكم تواصلون صمتكم..

ونطمن سماحتهم بأننا مسلمون ولا دين لنا غيره ولن يثنينا عن ديننا الحنيف شيء..

ما يجعلنا نأسف له أن علمائنا صمتوا طويلاً... وحينما نطقوا...... لم نسمع لهم صوت نحو القضايا الأكثر أهمية.. مثل الحصانة التي منحت.. والجرحى الذين تتقاذف بهم آلامهم دون أن يجدوا الرعاية التي يستحقونها.. وتسول حكومة النفاااااااااااااق في كل مكان.. وما يدور باسم اليمنيين في الإمارات من تسول باسمنا.... وووووووو.. ولكن هالهم الأمر أنهم لم يشركوا هم والشيوخ والتجار في الخوااااااااااااااااااااااااااار الواااااااااااااااااااااااااااطي......

ليتهم واصلوا صمتهم حتى يقابلوا الله بصمتهم وليكون الله الحاكم بيننا وبينهم..

العلماء الأفاضل.. وكلت الله عليكم وعلى ما أنتم فينا صانعون وعلى ما يجري بالبلاد صامتون..

ونبشركم.... حرائرنا صارت تشتم وتسب من شيوخكم.. وتغتصب من أبنائهم.. وتنتهك حرمات الوطن كل يوم... فما أنتم صانعون؟؟؟؟

تتسألون لماذا لم تشركوا في أمر هين.. وتتجاهلون أمور عظام!!!!!!!!!

تحيتي

أدناه بيان العلماء كاملاً..




بيان هيئة علماء اليمن بشأن مؤتمر الحوار الوطني

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ونصلي ونسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..أما بعد :
فقد امتدح الله المؤمنين فوصفهم بقوله : (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) سورة الشورى 38 ، كما أمر نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بأن يشاور من تبعه من المسلمين فقال سبحانه : (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) سورة آل عمران 159 ، وأثنى الله على المؤمنين الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه فقال : (فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ) سورة الزمر 17-18.
ومؤتمر الحوار الوطني الذي سيعقد في اليمن بإذن الله نرجو أن يكون صورة من صور الشورى الصحيحة ، التي تعود بالنفع على الأمة في دينها ودنياها. ولكي يتحقق ذلك لابد من أداء الأمر إلى أهله في هذا المجال قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) سورة النساء 58 ، على أن تُمثَّل في هذا المؤتمر جميع قوى الشعب الفعالة دون إقصاء أو تهميش لأحد .
ولقد هدانا الله إلى الدين القويم الذي يقيم الحياة بأحسن صورها فقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ) سورة الأنفال 24.
وقال تعالى : (قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) سورة المائدة 15-16.
ولما كان العلماء ورثة الأنبياء ، فقد أوجب الله تعالى عليهم أن يبينوا للناس الموقف الشرعي في كل قضايا الحياة ، وأن يوضحوا للناس ما أرسل به الرسول صلى الله عليه وسلم من الهدى والنور قال تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ) سورة آل عمران 187. 
وكما أوجب الله على العلماء البيان فقد أوجب الله على الأمة أن ترجع إلى العلماء وتسألهم عن كل شؤونها في الأمن والسلم وفيما يشكل عليهم أو يخفى من الأحكام الشرعية فقال تعالى : (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً) سورة النساء 83 .
وعندما سمعنا عن مؤتمر الحوار الوطني وعن تشكيل لجنة للاتصال بسائر الجهات التي سَتُحَضِّر لمؤتمر الحوار الوطني وتحضُره ، كنا ننتظر أن تتصل اللجنة بالعلماء كما اتصلت بسائر الجهات الأخرى ، وانتهت فترة التواصل ولم يُدع العلماء !!
ولا نريد أن نذهب بعيداً في تفسير هذا الأمر ، إلا أننا نعلن احتجاجنا على هذا الإقصاء للعلماء ، ونطلب من الأخ رئيس الجمهورية الذي عرفنا منه حسن التعامل مع العلماء تشكيل لجنة من كبار العلماء لتكون مرجعا للمتحاورين في هذا المؤتمر ؛ تبيِّن لهم هدى الله في كل ما يختلف فيه الناس ويتحاورون امتثالا لقوله تعالى: (قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) سورة المائدة 15-16، وقوله تعالى : (قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) سورة الأنعام 71.
وحتى لا نقع فيما حذرنا الله منه كما قال تعالى : (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) سورة البقرة 120. 
ونطالب جميع أبناء اليمن حكاما ومحكومين أن يكون هذا الحوار تحت سقف الدين الإسلامي الحنيف عقيدة وشريعة كما قال تعالى : (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) سورة الشورى 10. 
ولكي نفوز بتحقيق الإيمان الذي نفاه الله عن الذين يرفضون الاحتكام إلى شرعه في قوله تعالى : (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) سورة النساء 65. 
وتحقيقاً لمقتضى الإيمان بالله واليوم الآخر كما جاء في قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) سورة النساء 59. 
ولا خيار للمؤمن في الخضوع والتسليم لأمر الله عز وجل كما قال تعالى : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ) سورة الأحزاب 36.
ولقد حذر الله تعالى من عدم الاستجابة لهداه فقال سبحانه : (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) سورة القصص 50. 
وقد حذر الله من سوء مصير كل من يخالف هدي رسوله صلى الله عليه وسلم ، بأن يكون في شِقٍّ ، والرسول والمؤمنون في شقٍّ آخر ، أو أن يتبع سبيلا غير سبيل المؤمنين فقال تعالى : (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) سورة النساء 115.
كما حذر الله من مخالفة أمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، وبيَّن أن عاقبة ذلك الوقوع في الفتن والعذاب الأليم فقال سبحانه : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) سورة النور 63.
ومع هذه النصوص القرآنية التي مرت بنا والموجبة لسؤال العلماء والتحاكم إلى شرع الله الذي يحمل العلماء لواءه ويعلمون أحكامه وتفصيل ذلك كله ، فيحق لنا ولكل أبناء الشعب اليمني أن يتساءلوا عن السبب في هذا الإقصاء للعلماء عن المشاركة في التحضير لهذا الحوار ، والإهمال المتعمَّد للفئات الفاعلة من أنصار الثورة من علماء ومشايخ قبائل وضباط جيش وتجار ؛ وهم الذين يمثلون جزءا هاما ومكونا كبيرا من أهم مكونات شعبنا اليمني الكريم ؟.
عِلماً بأن العلماء لم يقِرَّ لهم قرارٌ بعد ما أصاب البلاد ما أصابها ، فبذلوا جهودهم في نصح الحكام والمحكومين ، وتبصير الأمة بواجبها الشرعي في كل المواطن التي تستدعي ذلك ، وهم يتدارسون الآن أمور البلاد والعباد لتقديم الحلول الشرعية الناجعة التي تأخذ البلاد إلى الحياة الطيبة ، وتعمق روح الأخوة والمحبة بين أبناء الشعب ، فيُخيم عليهم الأمن والسلام .
وقد حرص العلماء على أن يقدموا علاجا لمشكلة الفقر حتى لا يبقى في البلاد جائع أو محروم .
كما اعتنى العلماء بدراسة أسباب التفرق والتمزق ، وتقديم النصائح لإقامة العدل بين الناس وإيصال الحقوق إلى أصحابها ، وإنصاف المظلومين من ظالميهم ، وتعويض المتضررين مما أصابهم تعويضا عادلا مجزيا. 
وأكد العلماء على دلالة الشعب إلى ما يجعلهم معتصمين بحبل الله جميعا ، متآخين فيه ومتوادين ، مقيمين للعدل فيما بينهم ، ومنصفين لكل مظلوم . 
وعلماء اليمن اليوم يُحظِّرون لمؤتمر عام يقدِّم هذا كله للأمة ، ضمن برنامج مدروس وبحوث دقيقة وتوصيات نافعة بإذن الله .
ولا يفوتنا في هذه الأيام أن نتقدم بالتهنئة لرئيس جمهورية مصر العربية الذي حاز على ثقة شعبه ، وسلَّم له المجلس العسكري بمصر السلطة ، وأعلن ولاءه له ، سائلين المولى جل وعلا له التوفيق والسداد .
كما لا يفوتنا التنديد بما تقوم به الحكومة السورية وجيشها من عدوان على شعبها ، وكأنها عدو أجنبي يغزو البلاد والعباد ، مقترفة أبشع الجرائم التي ترقى إلى جرائم الحرب ، وتوجب على المسلمين أن يتدخلوا لمنع هذه المجازر البشعة ، والطغيان الذي تجاوز حده كما قال تعالى : (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا) سورة النساء 75 ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، والحمد لله رب العالمين ونصلي ونسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
صادر عن هيئة علماء اليمن
الإثنين بتاريخ 12/8/1433ه – الموافق 2/7/2012م  

Saturday, 30 June 2012

في اللجنة التنظيمية .... أتحدت العدائية ... ضد الثورة اليمنية






28 ديسمبر 2011م


في اللجنة التنظيمية .... أتحدت العدائية ... ضد الثورة اليمنية
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

أنيس شمسان
ـــــــــــــــــــــ



يا أيتها اللجان التنظيمية والأمنية والتنسيقية وكل ما لم ينزل الله بهن 
أسم.. أسأل الله أن يصيبكم بمرض عضال وأن يجعل داءكم في نحوركم 

أيها الأنذال.. أين أنتم من الثورة ومن النضال!!!! فقد أساءتم للثورة 
والحقتم بنا مصائب عضال، بدأها قوادكم بالتوقيع على المعاهرة وها 
أنتم تكملون ما بدأوه الأقزام!!!!
نعم ، أنتم ونحن من أوصل الحال إلى هذا بصمتنا 
جميعاً عما كان يحصل من هولاء الغوغاء الذين يتسترون بالدين وهو 
بريء منهم ومن أعمالهم.. وكانوا يحتمون وراء "شق الصف المرصوص" 
وها هي النتيجة، وما خفي كان أعظم...
أتمنى أن لا ينتهي الأمر بهذا المنشور ونكتفي أو 
يخفت صوتنا المبحوح، بل أتمنى أن نعمل سوياً على كشف تلك 
الوجوه القذرة وأعمالها التي تنم على حقد دفين لكل من لا يشاركهم أراءهم المغلوطة..

هيا بنا نعمل سوياً ونقوم بحملة ضد هذه الأعمال الرخيصة وكشف 
من هم ورائها، وكلنا يعلم من هم ومن الذي يغطيهم، كما نعلم بأن 
حكومة النفاق لن تحرك ساكناً..



Thursday, 28 June 2012

يمن المستقبل




يمن المستقبل




نحارب الفساد بكل أنواعه وكل القائمين به وعليه

نحارب العنصرية والطائفية بكل أنواعها، الإقصاء والتسلط

نحارب التحزب الذي تطغى مصالحه على مصالح الوطن

نحارب زرع الفتن والكراهية والتشدد والتطرف


ومع الحرية والعدالة والمساواة والإحتواء

احترام الآخرين وأراءهم حتى وإن أختلفنا معهم



Yemen’s Future


Fighting against:
·        Corruption is all its forms, Racism and Sectarianism, Exclusion and Authoritarianism.
·        Factionalism that dominates its’ interests to the interests of the nation.
·        Injustice, Hatred, Militancy and Extremism.

We strive for:
·        Freedom, Justice, Equality and Inclusion.
·        Respect for others and their opinions even if we disagree with them.

شهدائنا.... لن ننساكم....




من لم يطعم السكر فلن يعرف طعم المر.. ومن لم يذق طعم الفشل فلن يطعم النجاح.. ومن لم يذق طعم الحزن فلن يطعم الفرح.. ومن لم يذق الفقر فلن يطعم الغنى.. ومن لم يذق الحزن فلن يطعم الفرح..

ومن لم يذق الظلم والإستعباد فلن يطعم الحرية..

ذقت الظلم والإستعباد في بلاد العرب وطعمت الحرية في بلاد الغرب.. وعرفت قيمتها.. لكن هناك من كان أفضل مني بكثير..

هناك من عاش وعاشر الظلم والضيم والكثير مما لا يقبله الحر.. وبالرغم من أنه لم يعرف الحرية سوى ما سمعه وقرأه عنها.. فقدم أغلى ما يمكن للمرء تقديمه لنيل تلك الحرية.. وضحى بأغلى ما يضحي به المرء.. وهو حياته فداءً لحرية وطنه.. هولاء هم قناديلنا وشموعنا في طريق ثورتنا المظلم.. ولن نترك دروبهم بل سنواصل ما بداؤوه حتى نحقق حلمهم...

الخلود لشهدائنا والنصر لثورتنا.. تحيتي

Wednesday, 27 June 2012

الكتاب الأخضر اليمني.. عارف العزاني



الكتاب الأخضر اليمني
بقلم/ عارف العزاني


الديموقراطية الهجينة و مبدأ العد
اعتقد النظام و لفترة طويلة ان الانتخابات ستكون المحطات الوحيده التي سيطلب منه فيها التصريح عن رصيده الشعبي و الذي كان من المفترض ان تكون معبره فعلاً عن هذا الرصيد لو توافرت الظروف الديموقراطية الحقيقية و ليس الظروف الديموقراطية الهجينة الذي طورها النظام لتكريس وجوده في السلطة فكانت هذه الديمقراطية الهجينة هي نسختهم من الكتاب الأخضر.  

ترك النظام جميع ثوابت و ظوابط العملية الديموقراطية و تمسك بمبدأ العد و كمالة العدد لضمان ان النسبة دائماً كافية للأستمرار في الحكم و تناسى أن الانتخابات في النظام الديمقراطي هي وسيلة و ليست هدف. و اصبحت الوسائل بالنسبة له هي كيفية ضمان هذا العدد و ليس كيفية كسب التأييد الشعبي عن طريق الحكم الرشيد و المتمثل في حماية الانسان و توفير الحياة الرغدة و الكريمة له و محاربة الفساد و تعيين الرجل المناسب في المكان المناسب. و بالتالي وجد النظام في هذا النهج الديموقراطي الهجين ضالته التي تضمن بقاءه في السلطة و في نفس الوقت توفر له غطاء يستطيع المزايدة من خلاله امام الرأي العام العالمي و المحلي وذلك بتبنيه ديموقراطيات الدول الحديثة في احد دول العالم الثالث.

فالنظام الديمقراطي الحقيقي يهدف الى ان يحكم الشعب نفسه عن طريق تنصيب الشخص او النظام الذي يمثل أحلامه و طلباته و و تطلعاته و المؤمن بها و القادر على تنفيذها. اذا طبقنا هذا التعريف في اليمن فسنجد تناقض غريب جداً يعجز الكثير عن تفسيره.  ففي اليمن يعاني المواطن و بشدة في عدة مجالات وان كان أهمها الفقر و الصحة و التعليم و الأمن و التي من المفترض انها ركائز الدولة الحديثة و التي تعتبر من حقوق المواطن الأولية تجاه دولته. فمن الطبيعي ان النظام الذي يحقق انتصارات ساحقة في الانتخابات يكون قد اثبت على الأقل قدرته على توفير هذه الأساسيات للمواطنين خلال فترة ادارته للبلاد.

ولكن اذا نظرت لوضع اليمن ووضع المواطن اليمني خلال الثلاثون عاماً الأخيرة سنجد أن القاسم المشترك بين هذه السنين هي معدلات الفقر الاكثر عالمياً و محلياً و ذلك بالرغم من وجود مقومات اقتصادية قادرة على الأقل على توفير حياة اكرم و أفضل للمواطنين. فهناك البترول المغطي للاستهلاك المحلي و الكافي ايضاً للتصدير بمعدلات متواضعة و لكن كفيلة بإحداث تنمية ملحوظة اذا ما استغل بالشكل الصحيح و نجا من براثن الفساد المستشري في البلد. أضف الى تلك المقومات الغاز الطبيعي و المنتج بكميات تجارية كبيرة و كذلك الثروة السمكية و السياحة و الزراعة و الموقع الجغرافي الواقع على اهم خط ملاحي في العالم. و ان كان اهم مقوم اقتصادي اغفله النظام و أساء إدارته هو الإنسان اليمني نفسه.

الرأس مال البشري و التنمية
ظل النظام يردد و يتحجج بأن معدلات و حجم النمو السكاني هو المبرر للفقر و عدم قدرة المقومات الاقتصادية على تلبية احتياجاته التنموية و نسي النظام ان الاستثمار في البشر بالتعليم و التدريب المناسبين قادرين على تحويل هذا النمو السكاني من عائق الى مقوم اقتصادي قادر بحد ذاته على الدفع بعجلة التنمية و توفير حياة أفضل لهذا الأنسان. حولت كل من الصين والهند انفجارهما السكاني الأعلى عالمياً الى قوة دافعة اقتصادية و ذلك بتأهيل سكانهم و تزويدهم بالمعرفة المتطلبة للتنمية. ولكن للأسف و لأن المواطن اليمني لم يكن اكثر من مجرد رقم بالنسبة لهذا النظام فلم يحاول الأستفادة منه و تأهيلة بالشكل المطلوب لخلق رأس المال البشري و إضافته الى مقومات الاقتصاد.

يمكنك معرفة مقدار سوء إدارة النظام للقوة البشرية و ذلك بالنظر الى المستوى العلمي و المعرفي للطلاب اليمنيين سواء في التعليم الاساسي او الثانوي او حتى الجامعي و ذلك بالرغم من كون الطالب اليمني الاعلى في معدلات الذكاء و القدرة على التحصيل و أثبت ذلك الطلاب اليمنيون الذين التحقوا للدراسة في الخارج سواء في الجامعات العربية او حتى الأوروبية او الأمريكية. تستطيع معرفة ان النظام يتعامل مع التعليم في اليمن من قبيل إسقاط الواجب و ليس إيماناً منه بالمواطن اليمني و قدرته على احداث تغيير اذا ما زود بالمعرفة و التأهيل المناسبين و ذلك اذا ما نظرت الى مخرجات العملية التعليمية و كيف انه لا يوجد رابط بين هذه المخرجات و متطلبات التنمية.

كيف نتحدث عن عملية تعليمية في اليمن و انت ترى طلاباً ينهون التعليم الأساسي و لا تزال القراءة و الكتابة و الحساب حكراً على المتفوقين منهم و طلاب آخرون ينهون تعليمهم الثانوي و اتقان اللغة الانجليزية تعتبر من مشاريع المستقبل البعيد و طلاب جامعيون يعتبرون الكمبيوتر و الانترنت شيء أشبه بقصص الخيال العلمي. تشعر بالفجوة الرهيبة بين مخرجات التعليم في اليمن و الدول الأخرى عندما تعرف ان التعليم في الدول الأخرى قد تعدى بكثير مجرد توفير القدرات الأساسية مثل القراءة و الكتابة و اللغات و الكبيوتر و الانترنت الى توفير التحفيز الابداعي و الذي لا يكون الطالب فيه مجرد أداة للتنمية بل هو مولد و صانع لها من خلال تحفيز قدراته الابداعية و مساعدته على  اكتشافها و تشجيعه على استخدامها في حياته اليومية.

طائرات محملة بالمرضى
و بعد حديثنا عن فشل النظام و حكوماته الشكلية على مدى الثلاثين عاماً في توفير ابسط حقوق المواطن على دولته الحديثة و المتمثل في التعليم و التأهيل المناسبين، دعونا نناقش سوياً الفشل الذريع في توفير الصحة. فبالرغم من استحواذ الصحة و التعليم و الدفاع و الأمن على اعلى مخصصات موازنة الدولة الاَّ ان اليمن ما زال من الدول الأعلى عالمياً في تدني مستوى الخدمات الصحية و تفشي الأوبئة و الأمراض و ارتفاع نسب الوفيات بين الاطفال و النساء. ترى ايضاً سياسة إسقاط الواجب في قطاع الصحة حيث تتركز مسؤولية الدولة في بناء المستشفيات و كأن وزارة الصحة اصبحت شركة مقاولات عقارية. و يمكنك ان تشعر بمستوى الفشل في هذا القطاع بمجرد ان تطأ قدمك مستشفيات القطاع العام. اما اذا نظرنا الى مستشفيات القطاع الخاص فحدث و لا حرج.

بإختصار اصبح القطاع الصحي في اليمن في ظل غياب الرقابة الصحية و العلاجية المناسبة لعبة حظ الداخل فيها مفقود و الخارج منها مولود. يكفي شاهداً للحكم بفشل النظام الذريع في إدارة هذا القطاع، عدد المواطنون اليمنيون المسافرون يومياً للقاهرة او عمَّان للبحث عن طبيب قادر بإذن الله من تخفيف آلآمهم و ذلك بعد فقدانهم الثقة في القطاع الصحي في اليمن برمته. لو أجريت عملية حسابية بسيطة فستجد ان العملة الصعبة التي يخرجها هؤلاء المسافرون تتجاوز مئات الملايين من الدولارات سنوياً. القطاع الصحي الذي من المفترض ان يحرص على توفير كل من الطبيب المناسب و المعدات الطبية المناسبة و كذلك العلاج المناسب اصبح للأسف قطاعاً يستشري فيه الفساد و ويسترزق منه عديمو الضمائر الذين يعتبرون آهات المرضى بشارة خير.

شريعة الغاب و  الشعور بالأمان
و بعد رؤيتنا السريعة لفشل النظام في مجالي التعليم و الصحة دعونا نلقي نظرة سريعة لواقع الحال في قطاع الأمن و الذي من المفترض ان الهدف الرئيسي منه هو حماية المواطن اليمني و حماية ممتلكاته من كل أعتداء. اذا طبق هذا الكلام بشكل صحيح فإنه من المفترض ان يشعر كل مواطن يمني بالأمان و عدم الحاجة لحماية نفسه او ممتلكاته. و لكن في ظل انتشار السلاح بين المواطنين و سطوة القوي على الضعيف و الخلل في النظام القضائي و ازدواجية المعايير عند العقاب لا اعتقد ان المواطن اليمني يشعر بالأمان أبداً.

مقدار الأمان الذي يشعر به المواطن اليمني نابع في اغلب الأحيان من انتماءه القبلي و ليس من ثقته في قدرة الدولة على حمايته هو و ممتلكاته. ترى انتشار غير طبيعي لظاهرة الثأر في القرى و المدن اليمنية. و لا أحد يستطيع تفسير استمرار هذه الظاهرة و ازدهارها أحياناً. يفسره البعض بأن هذه الظاهرة ملازمة للنظام القبلي السائد في اليمن و الذي لا تستطيع الدولة عمل أي شيء حياله. بينما يذهب آخرون الى اتهام النظام بالمساعدة على انتشار هذه الظاهرة كونها مستفيدة منها لإشغال بعض القبائل بمشاكلهم الشخصية. بغض النظر عن صحة هذه الرواية او تلك يبقى المواطن اليمني مفتقراً للأمان و كأننا نتحدث عن دولة في القرون الوسطى و ليس في القرن الواحد و العشرون.

فشل في جميع المرافق
وبعد استعراضنا لواقع الحال في قطاعات التعليم و الصحة و الأمن نقول ان فشل النظام لا ينحصر في هذه القطاعات  فقط بل ان هناك العديد من القطاعات التي فشل في إدارتها ولكننا تطرقنا لفشله بشيء من التفصيل في هذه القطاعات كونها ركائز أي دولة حديثة و تمثل الحد الأدنى لحقوق المواطن على دولته. يعتبر الفساد المالي و الإداري و انتشار المحسوبية و الشللية اهم ظواهر الفشل في جميع قطاعات الدولة. كذلك مازالت نظرية الأقربون أولى بالمعروف هي المسيطرة في قرارات التعيين في القطاع الحكومي في جميع مستويات الهرم الوظيفي و ليس لقاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب أي وجود طالما انها تتعارض مع المصلحة الذاتية لمتخذ القرار.

كذلك اختفاء البعد الاستراتيجي في جميع مرافق الدولة و انحصار مدة و نطاق التخطيط في ما يضمن المردود الشخصي لمتخذ القرار اثناء تواجده في السلطة. اضف الى ذلك ضياع مشاريع الدولة مابين المنهوبة و الوهمية و استخدام مناقصات الدولة لشراء الولاءات الضيقة او للإثراء الغير مشروع لمتخذ القرار. ناهيك عن سلبية الدولة المفرطة و التي قد ترقى الى مستوى التشجيع تجاه ظاهرة القات و التي تعتبر آفة اليمن الأولى و المدمر الأول للقطاع الزراعي و المستنزف الأكبر لموارد البلد المائية و التى أوشكت على النضوب في بعض المناطق دون ان يحرك النظام ساكناً للحد من ذلك. وكذلك ظاهرة انتشار السلاح في ايدي المواطنين و التي اكتفت الدولة  بمجرد اجراءات شكلية من حين لآخر تجاهه متحججة بأنه لازمة للنظام القبلي اليمني. لن يسعنا المقام هنا لسرد جميع مظاهر فشل النظام و لكن ما نريد قوله من كل ما سبق هو ان النظام كان خلال مدة الثلاثون عاماً فاشلاً في إدارة البلاد ليس فشلاً نسبياً فقط و انما فشلاً مطلقاً و هو ما يجعلنا نعود لسؤالنا الأساسي و هو كيف استطاع نظام بهذا الفشل الاستمرار هذه المدة في ظل نظام ديموقراطي؟

الديموقراطية الهجينة و الظروف المساعدة
كما ذكرت سابقاً لا يفترض ضمن نظام ديموقراطي حقيقي ان يستطيع مثل هذا النظام الوصول للسلطة ناهيك عن الإستمرار بها طول هذه المدة و لكن لا ينطبق هذا الشرط على الديموقراطية الهجينة و الظروف التي خلقتها او تلك التي استغلها و طورها النظام خلال مدته في السلطة. شيء لا يختلف عليه اثنان سواء من مؤيدي الرئيس او معارضيه انه يتميز بدهاء سياسي غير عادي و هو ان فكرنا فسنجد ان هذا شيء محسوب عليه و ليس له و ذلك لأنه كان من قبيل أولى ان يستخدم هذا الذكاء في خلق حياة افضل لمواطنيه عن طريق بناء دولة المؤسسات و القانون و الذي كان بدوره سيضمن له الاستمرار في الحكم مدى الحياة دون الاحتياج لتبني او تطوير نظام ديموقراطي و من ثم الالتفاف عليه و عدم العمل بأبسط اولوياته و هو التبادل السلمي للسلطة و عدم الاستحواذ عليها. لكن ما هي صفات هذا النظام الديموقراطي الهجين و ماهي الظروف التي  ساعدت على وجوده و استمراره؟

في الدول النامية الأخرى يعتبر تزوير النتائج و شراء الأصوات هم الطريقتين الأساسيتين و ربما  الوحيدتين التي يمكن من خلالهما فوز أنظمة فاشلة في الانتخابات. و بالرغم ان اليمن لا يعتبر استثناء من هذه الناحية الاَّ ان هاتين الطريقتين لا يعتبرا الاجراء الأساسي الذي يعول عليه النظام لضمان نتائج الانتخابات و هذا ما جعل ديموقراطيته مختلفة. لجأ النظام الى مجموعة اجراءات أخرى و استفاد كذلك من مجموعة ظروف و صفات موجودة في المجتمع اليمني. يمكن اختصار هذه الإجراءات و الظروف في ثلاث محاور وهي استغلال صفات طبيعية في تركيبة المواطن اليمني و كذلك التحكم في تركيبة المعارضة و نظرة الشارع لها و أخيراً استغلال نفوذ الدولة لخلق الولاءات.

المواطن اليمني و متطلبات الوعي الديموقراطي
يتميز المواطن اليمني على مر العصور بتغليب العاطفة على العقل و أحد أشكال هذه العاطفة هي رمزية الحاكم بالنسبة له بغض النظر عن معطيات هذا الحاكم و ما يقدمه للشعب. يعتبر اليمنيون حاكمهم رمزاً لكرامتهم و لا ينحصر ذلك على رئيس الدولة بل حتى على مستوى شيخ القبيلة. كذلك إستغل النظام في ديموقراطيته الهجينة مقاومة الشارع اليمني للتغيرات السياسية، ففي ظل غياب دولة المؤسسات في اليمن و ضعف وجود الدولة في العديد من مناطق البلاد و انتشار مخيف للأسلحة في أيدي المواطنين اصبح التغيير في نظرهم امراً مخيفاً و يجب تجنبه بأي طريقة. ترسخ ذلك ذلك في أذهانهم من  واقع تجاربهم السابقة سواء في الثورة على الإمام و الحروب التي خاضتها البلاد بعد ذلك حتى استقر النظام كجمهورية ثم سلسلة الاغتيالات التي تخللت النظام الجمهوري والذي قتل فيها الرئيسان ابراهيم الحمدي و احمد الغشمي و وصولاً الى حرب ٩٤م خلال دولة الوحدة و انتهاءً بالحروب الست مع الحوثيين في صعدة. فمقاومة التغيير بالنسبة لهم ناتجة عن الخوف مما يواكب التغيير و ليس لعدم الايمان بأهميته او مشروعيته.

كذلك استغل النظام احد صفات المواطن اليمني و هي حرصه على ارتباط اسمه بالحاكم سواء كان الحاكم رئيس دولة او شيخ قبيلة. فالمواطن يرى ان هذا الارتباط يعطيه المكانة الاجتماعية بين من حوله و يوفر له فرص اكثر بالإضافة الى توفير شيء من الحماية له. هذه الصفة جعلت من السهل للحاكم في اليمن استمالة و استقطاب اكبر عدد من المؤيدين. و كما هو حال كل البشر يبدأ هذا التأييد متصنعاً إما لمحاولة تحقيق مكاسب او تحاشياً لتنكيل و عداء الحاكم و اتباعه و ينتهي به الأمر بعد مدة من محاولة أقناع من حولة بكذبته ان يصدقها هو نفسه و يصبح مؤيداً للحكم قلباً و قالباً.  كذلك لا ننسى تأثير مبدأ الثواب و العقاب في القطاع العام و اعتماده على مدى تبعيتك و تأييدك للنظام و اتباعه سواء كنت مؤمن بذلك او متصنعاً.

و استغل النظام ايضاً التركيبة القبلية في اليمن فقام بإستمالة شخصيات ذات نفوذ قبلي و اجتماعي تارة بالترغيب و اخرى بالترهيب مما ضمن له ولاء جميع المنطوويين تحت هذا الشخص و ترى هذا الشيء جلياً في التعيينات في مناصب الدولة العليا و المعتمدة على المناطقية و تمثيلات الكتل بدلاً من معايير الكفاءة. أخيراً استغل عدم إيمان غالبية اليمنيين و بالذات في الأوساط الغير متعلمة على جدوى العملية الديموقراطية و الفائدة منها وقدرتها على إحداث تغيير و الإتيان بالأفضل فأصبحت الانتخابات مجرد فرصة لأثبات الولاء للحاكم و محاولة التقرب منه و تحقيق مكاسب شخصية و بالتالي اصبحت عبارة عن مهرجان للانتهازيين لإحداث نقلة نوعية في حياتهم.

و اخيراً استغل النظام قصر رؤية الناخب اليمني و الذي يفضل الفائدة الزائفة و القريبة على الفائدة الحقيقية و البعيدة فأصبح الجميع يتسابقون و يتنافسون على تحقيق مكاسب قريبة سواءً كانت وظيفة او ترقية او هبه مالية على حساب الفائدة الحقيقية البعيدة و المتمثلة في بناء بلد قوي و مزدهر ينعم فيه الجميع و تمادى هؤلاء الانتهازيون و المستفيدون الى حد الدفاع بإستماته عن هذا النظام خوفاً من زوال حكمه مما سيعني انقطاع الخير عنهم و ايضاً خوفاً من العقاب و التنكيل من معارضي النظام في حال و صولهم للحكم. مما  ترتب عليه ظهور مجموعة أعراض و مفاهيم اجتماعية سيئة مثل (العرطة) و (احمر العين) و (خليك ذيب) و (الفهلوة) وهي باختصار لمن لا يعرفها مبررات كاذبة استخدمها ضعفاء النفوس لإستباحة المال والحق العام لوهمهم ان متوسط ذكاءهم اعلى من الباقين متناسين ان الذكاء من عدمه ليس المانع هنا و انما اشياء لا توجد في قواميسهم و هي الخوف من الله و حب الوطن و الحياء.

معارضة تحت الطلب
 اما الشق الآخر من الديموقراطية الهجينة فهي متمثلة في التحكم في تركيبة المعارضة و نظرة الشارع لها. فأولاً يعرف المتتبع للسياسة اليمنية ان النظام تحكم في فترة من الفترات بتركيبة المعارضة و ذلك بتكوين احزاب معارضة اما لتكون معارضة شكلية او لتشتيت و أضعاف المعارضة الحقيقية. و افضل مثال لذلك هو تكوين حزب الأصلاح في مطلع التسعينات و ذلك بضم جناحي القبائل متمثلاً بالشيخ عبدالله الأحمر و جناح الأخوان المسلمين في اليمن او الإسلاميين متمثلاً بالشيخ عبدالمجيد الزنداني و قد مثل هذين الجناحين قوة كافية في الانتخابات لإقصاء الحزب الإشتراكي و تشكيل حكومة إئتلافية لم تدم طويلاً بين المؤتمر و الإصلاح و انقلب السحر على الساحر و اصبح نفس السبب الذي جعلهم اصدقاء الأمس هو نفسه ما جعلهم اعداء اليوم و هو الوصول للحكم.

كذلك حرص كل من النظام و المعارضة في اليمن على قتل تكتل الوسط و ذلك بضم احزابه و شخصياته الى تكتلات طرفية لخلق الندية المطلوبة و كذلك لخلق فجوة كبيرة بين الطرفين و استخدامها كخندق لحماية انفسهم و منع استمالة مؤيديهم بسهولة للطرف الآخر. و في الحقيقة خدم اختفاء تكتل الوسط النظام كثيراً حيث اصبح قادراً على استخدام هذا التضاد المطلق في خلق خوف في الشارع من الطرف الآخر و مقدار التغيير الذي سينتج عن وصوله الى السلطة. فأصبح قادراً على ممارسة لعبته المفضلة ضدهم وهي لعبة اطلاق المسميات. و للتوضيح فإن لعبة المسميات هذه استخدمها النظام ضد الكثير من معارضيه القدامى و الحاليين فظهرت في فترة مسميات مثل الرجعيين و الكهنوتيين و فترة أخرى اسماء مثل الماركسيين و الإنفصاليين و في أخرى أسماء مثل الحوثيين او الإرهابيين و أخيراً بدأ ظهور أسماء مثل المخربين او دعاة الفتنة و بغض النظر عن واقعية هذه الأسماء من عدمها او ما تعبر عنه فإن النظام قد استخدمها لخلق حالة من العداء الشعبي لهذه الأطراف او اي من يحاول معارضته مما ساعدة على قمعها و التغلب عليها دون الحاجة لتبرير ذلك للشارع.

اختزال المعارضة
و لم يكتفي النظام بتشويه صورة المعارضة بإعطاءها هذه المسميات  و خلق حالة الخوف منها لدى الشارع بل دعم ذلك بمحاولته اختزال جميع اطياف المعارضة في تكتل او شخصية معينة غير مرغوبة لدى الشارع لتكريس حالة الخوف و العداء لهذا البديل. و مثال على ذلك محاولة اختزاله للمظاهرات الأخيرة بتكتل اللقاء المشترك او الشيخ حميد الأحمر بالتحديد مستغلاً رؤية الشارع للشيخ حميد بأنه كان في فترة ما جزءً من النظام بإعتباره ابناً للشيخ عبدالله الأحمر قبل ان ينقلب على النظام و يصبح عدواً له مما حاول النظام تفسيره بأنه نابع عن اهداف و اطماع شخصية. و كذلك بإعتباره ايضاً ممثل و مدافع قوي عن النظام القبلي و الذي تسعى حركة التغيير الحالية الى التقليص من تأثيره و بالإضافة الى رؤية الشارع لحميد على انه يمثل الرأس مالية المنبثقة من النظام و هو ما يجعلها من وجهة نظر الشارع غير نزيهة.

فما أحاول القيام به هنا ليس إقرار او نفي هذه الصفات عن الشيخ حميد الأحمر و انما توضيح كيف استطاع النظام خلق حالة من العداء الشعبي تجاه حركة التغيير بمحاولة اختزالها في شخص الشيخ حميد الأحمر. و تناسى النظام ان العداء بينه و بين المشترك او الشيخ حميد كان موجوداً قبل حركة التغيير بمدة طويلة و ان حركة التغيير بدأت شبابية بحته دون إيعاز من المشترك او الشيخ حميد و متشجعة بنجاح قرينتها بالإطاحة بالرئيسين المصري و التونسي و ما حدث هو ان المشترك و الشيخ حميد هم من لحق بشباب التغيير و ليس العكس.

معارضة ضعيفة
و لكن مازاد وضع المعارضة اليمنية صعوبة سواء تلك الحزبية او المستقلة او الشبابية هي عدم القدرة على التعبير و توضيح مواقفهم بشفافية للشارع لتبديد هذه الصورة السوداوية و المخاوف التي خلقها النظام منه. فقنوات الإعلام الرسمية سواء كانت المرئية ام المسموعة او المقروءة مسخرة لتحسين صور النظام و تشويه صورة المعارضة و تكريس الخوف الشعبي منها. و اصبحت حرية التعبير عن الرأي شكلية و مورست سياسات الترغيب و الترهيب ضد الصحفيين و المفكرين و الأدباء لحجب اي صورة مشرفة للمعارضة و لضمان تصوير مشرف و مدافع دائماً عن النظام. و قد تواترت روايات عن عمليات اختطاف لصحفيين و احتجازهم من قبل الجهاز المركزي للأمن السياسي (البوليس السري اليمني) او حتى محاكمتهم و حبسهم بتهم تخص المساس بأمن الدولة.

وأخيراً يجب التوضيح ان اكبر داعم لقوة النظام كان و مازال ضعف معارضيه. و بضعفها هنا أعني أمرين، أولها عدم قدرتها على مواجهة حملات التشويه التي يشنها ضدها النظام و ذلك بإستمالة أشخاص مقبولين شعبياً لتمثيلهم امام الشارع. و كذلك عدم القيام بأنشطة ميدانية من قبيل تحسين صورتها و ذلك من خلال منظمات المجتمع المدني و انحصار ذلك على الجمعيات الخيرية لحزب الإصلاح. كذلك عدم محاولتها الاعلان عن تصورها لحل ازمات البلاد من قبيل إحراج النظام و إثبات قدرتها على احداث تغيير و اكتفت بإعلان ان لديها هذه الخطط و لكنها لا تريد الأفصاح عنها حتى تصل الى السلطة بحجة عدم رغبتها في استفادة النظام المنافس لها من هذه البرامج مما جعل الشارع يرى إعلاناتها انها من قبيل المزايدة و الابتذال الاعلامي فقط. و السبب الثاني و الأهم لضعفها هو عدم نزاهتها و يتمثل ذلك في علاقة بعض شخصياتها بالنظام بشكل غير معلن و المبنية على المصالح الشخصية و التي تطفو الى السطح من حين لآخر و كذلك تورطها أحياناً في عقد صفقات مشبوهة مع النظام للوصول للسلطة و المشاركة فيها مما أفقدها ثقة الشارع بشكل كبير.

لا ديقراطية حقيقية بدون وعي شعبي
و مما سبق يتضح لنا سر قدرة النظام الحالي على الاستمرار في السلطة و كيف استطاع تكييف النظام الديموقراطي و الظروف المحيطة لضمان استمراره. و يمكننا ايضاً فهم التركيبة النفسية و الدوافع وراء الداعمين للنظام خلال المظاهرات الحالية المطالبة بالتغيير و يمكن تصنيفهم بشكل اساسي الى مجموعات تضم اولها الفاسدين و من يدعمونهم و هم يعتبروا جزء من النظام المطلوب تغييره في اليمن و المجموعة الأخرى متمثلة في الخائفين من عدم سلمية التغيير او من احتمال سيطرة قوى انتهاز من المعارضة حال سقوط النظام و اخيراً المواطنون الممجدون للحاكم بالفطرة و المتأثرون بالدعايات الإعلامية المكرسة لتمجيد النظام.

و يتضح لنا هنا ايضاً سر تمسك النظام بتغيير الحكم عن طريق الانتخابات لانها قارب الأمان الذي نجى به حتى اليوم و سينجو به خلفاءه من بعده. و يجب التأكيد هنا ان الغرض من الطرح ليس الاعتراض على الديموقراطية او الانتخابات كآلية مثالية للتبادل السلمي للسلطة و لكن يجب ان يرافق ذلك حلول مناسبة تحول دون جعل الانتخابات مجرد آلية شكلية الهدف منها تكريس السلطة و الابتذال الاعلامي. و يجب ايضاً محاولة الحد من تأثير الظواهر الاجتماعية التي تطرقنا لها عن طريق التوعية المناسبة و الدائمة بمعنى الديموقراطية و اهمية الانتخابات و توعية المواطنين بحقوقهم على الدولة ليستطيعوا الحكم بشكل موضوعي على معطيات النظام الحاكم و استخدام الانتخابات لإثابة هذا النظام او عقابه.

و كذلك من الضروري خلق بيئة حقيقية للمعارضة النزيهة و القوية و التي تستطيع فرض نفسها على أرض الواقع بنقدها البناء و الموضوعي للنظام و استخدامها شخصيات جاذبة للشارع. لن يمكن عمل جميع هذه الخطوات في فترة وجيزة و عليه يجب وضع استراتيجية يتبناها الجميع و يتم تنفيذها بإشراف محلي و دولي لخلق بيئة حقيقية للديموقراطية في اليمن تمكن الشعب الواعي من اختيار الحاكم المناسب الذي يضمن تحقيق متطلباته و أحلامه بدلاً من استغلاله و الا فان الديمقراطية في اليمن ستضل دائماً أداة تضليل و استغلال في يد الحاكم أياً كان بدلاً من ان تكون أداة بيد الشعب لضمان التبادل السلمي للسلطة.